انه اسطورة كرويــــــــــة.. عبر الاجيال ..
انها قدوة اللاعب الناشيء ..
بطل العالم الذي لم يتوج.. مسيرة طويلة من التحدي والصبر والاخلاص والقتالية هي التي جعلت "باتستوتا" أفضل لاعب ارجنتيني بعد اعتزال مارادونا. مسيرة هذا النجم طوال تاريخه الرياضي هي دروس وعبر لكل النشء.. لنتابع كيف بدأ باتستوتا أو كما يطلق عليه محبوه (باتي قول) حياته الرياضية.
ولد باتستوتا عام 1969م ولعب الكرة كأي شاب صغير بعمره في الأندية داخل الأحياء حتى جاءت لحظة التغير الكبيرة من خلال سيارة سوداء كان يستقلها أحد الكشافين الذي نقل باتستوتا منذ تلك اللحظة إلى عالم النجومية والشهرة عندما أوصله إلى نادي "نيويلز" الأرجنتيني ولمحه مدرب النادي الذي أوصى بتسجيله في الحال، ليبدأ باتستوتا في لفت نظر الجماهير إلى موهبته ومهارته في التسديد والتهديف ويتحول طموحه من مجرد اللعب في الدوري الأرجنتيني إلى اللعب في فريق كبير وجماهيري وكان له ذلك عندما انتقل إلى فريق "ريفربلايت" ولعب معه سبعة عشر مباراة، إلاّ ان الظروف لم تكن تسمح لباتستوتا من الاستمرار أكثر من ذلك، ويأتي عرض أكثر إغراء للانتقال إلى "بوكا جونيور" العريق والذي شهد مولد موهبة "باتستوتا" في التهديف وينتقل بعدها إلى صفوف المنتخب الأرجنتيني الأول المشارك في بطولة كوبا أمريكا والتي تحظى بمتابعة كبرى من السماسرة الأوروبيين.. وفعلاً بعد انتهاء مراسم البطولة لم يعد باتستوتا مع طائرة المنتخب الأرجنتيني بل اتجه إلى إيطاليا للتوقيع مع نادي "فيورينتينا".
غير ان فرحة باتستوتا بالانتقال لم تدم طويلاً.. حيث هبط "فيورينتينا" إلى مصاف أندية الدرجة الثانية من
الدوري الإيطالي وشهد الفريق تجاهلاً من نجومه الكبار الذي فضلوا الانتقال على اللعب في الدرجة الثانية، إلاّ ان "باتستوتا" قدم درساً لكل اللاعبين عندما أصر على البقاء مع فريقه وخوض تحد جديد لإعادته كما كان في الدرجة الأولى، وحطم "باتستوتا" الأرقام القياسية مع ناديه "فيورينتينا" وتمكن من التسجيل طوال أحد عشر أسبوعاً متتالياً وهو ماعد أمراً قياسياً في الدوري الإيطالي. عاد فيورينتينا إلى مجده السابق بفضل باتستوتا حتى تمكن من الحصول على كأس إيطاليا والمشاركة في البطولات الأوروبية الكبرى. بعد مونديال فرنسا
ومع دخول القرن الميلادي الجديد أعلن "باتستوتا" عن الرحيل وترك فيورينتينا الفريق الذي أوصله إلى ما هو عليه وعقد العزم على الرحيل إلى نادي "روما" وواصل تألقه كذلك وأحرز معه بطولة الدوري الإيطالي. ولن ينسى باتستوتا تلك اللحظة التاريخية التي لعب مع روما ضد فريقه وعشقه السابق "فيورينتينا" وكانت اللحظة الأكثر إثارة عندما سدد باتستوتا كرة قوية من خارج الثمانية عشر لتهز شباك فريقه السابق.. وبينما كان الجميع يترقب فرحة باتستوتا المعتادة "طريقة المدفع الرشاش" فوجئ الجميع بباتستوتا وهو يبكي ويحاول ان يحبس دموعه.. لأنه لم يكن يتوقع يوماً ان يهز شباك فريقه السابق الذي مثله أكثر من عشر سنوات، وهي اللحظة الوحيدة في تاريخ كرة القدم التي يحرز فيها أحد اللاعبين هدفاً ثم يبكي حزناً - وليس فرحاً .